2011-06-28

موعد مع صوت دافئ في قلب البلد

"أميمة الخليل" في افتتاح مهرجان موسيقى البلد
كانت اللهفة لموسيقى من نوع أخر في قلب عمّان هي التي أخرجتنا عن روتين أيامنا الرتيبة بين البيت و العمل ، ترّجلنا من سيارة التكسي  الذي شلت حركته ازمة سير وسط البلد وورشة في الشارع قرب البنك العربي  الساعة 8:15. عدّونا و سط ازدحام المارة وانشغلهم بأمورهم اليومية ، على أرصفة البلد قرب السبيل يسارا حتى مكتبة البلد وبعدها بخطوات  متسارعة ،وصلنا للمدرج الروماني موقع حفل  إفتتاح مهرجان موسيقى البلد الساعة 8:30 قبل إغلاق الأبواب ب 15 دقيقة.
الساعة 8:45 السلام الملكي و كلمة الافتتاح ل "سمر دودين " بهدوء تتحدث عن دور مسرح البلد بإعطاء فرص للشباب بعيدا عن الضوضاء و الاعلام البراق بل بالعمل . فتقول نحن نستحق ان نسمع اميمة و ريان الهبر وكورال الشعب و يعقوب أبو غوش و غيرهم. ويكمل رائد عصفور التقديم و يشكر الداعمين والمتطوعيين والعاملين لانجاح هذا المهرجان ويعلن الافتتاح  ويقدم فوزي باكير "أميمة خليل " التي برأي خير من يبدأ بها مهرجان يعنى بموسيقى وأصوات بعيدة عن الزيف>
 .
 الساعة 9 تقريبا تأتي الفرقة تاخذ أماكنها فيكون هاني السبليني على ال Key Board .  وسمير سبليني ناي ، عبود السعدي على الباس ، حسين خليل عود ، فراس حسن طبلة ، على القانون غسان سحاب و على الدف سلمان البعلبكي .
مع بدأ الموسيقى تأتي "أميمة" بملابس بسيطة ذات ألوان فرحة دون تكلف. و تبدأ مشوارها مع الذاكرة "و الله زمان" للسيدة فيروز و تخبرنا فيما بعد أن هذه الأغنيةهي الأولى التي غنتها بعمر السبع سنوات على تلفزيون لبنان و تحدثنا عما سيكون عليه البرنامج من مشوار في الذاكرة مع تعديل ليلائم "النبض الذي لا يمكن التغاضي عنه" ما تشهده المنطقة من ثورات . وثم تكمل مع اغنية للبندلي "بين الرضا وبين الدلال " التي كانت قد غنتها في اللقاء الثاني مع "مرسيل خليفة"، و تكمل مع "بعد اللي بحبه شغل بالي " في الأغاني الأولى يستمع الجمهور و يهنئ بموسيقى حنين.

تأتي استراحة الأذان ، يذكرني الحضور بما عهدناه من مهرجان جرش في سنوات مجده الأولى ، جمهور ذواق مدفوع بحبه لما هو جيد . ولعل الفنان هو من يفرض نوع الجمهور. أما عن المسرح فقد تزين بإضاءة تتغير تبعا لمزاج الأغنية.

تطل من جديد ب" ليال الشمال" للسيدة فيروز ، صوت اميمة دافئ صادق يطلب ان نتذكره . "إنت و الغنية" و تغني تطلب من حبيبها أن تغني لينسوا ما بهم .هي غنت لندفى و ننسا جنون البشر.تساءلت هل يمكن ان نجد سلام في اغنية؟ في تلك الأمسية بدت الفرصة سانحة . بدأت الآه و صمت الجمهور إنها رائعتها "تكبر تكبر "صوتها فحسب و مناجاتها و رفضها للقيود


غنت وغنى معها المدرج نشيد لمحمود درويش تمنيت أنا ان يكون نشيد وطني لكل العرب "يا وطن الأنبياء...تكامل ،ويا وطن الزراعين.. تكاملْ ،ويا وطن الشهداء.. تكامل ،ويا وطن الضائعين .. تكامل ،فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد." فهو كما قالت أميمة "مختصر مفيد ". غنت وغنينا "عصفور طل من الشباك ".


و ليكتمل مشوار الذاكرة مع مرسيل و درويش كان لا بد من ان تعرّج أميمة على مقطع من "أحمد العربي " و استغرب أن الصبية ورائي التي لم تتجاوز بدايات العشرين، تحفظها وتغنيها بصوت جميل هل كانت هذه الأغنية اكتشافها لذاتها كما يبحث احمد عن هويته بعد تشرده ؟؟



ثم تغني اميمة "نامي نامي " و تصحى ذكريات و يشاركها الجمهور



ويطلب منها هاني مفاجأة الأطفال في الجمهور باغنية "قمر المراية".



ننطلق إلى مزاج أخر وجاز شرقي تغنيه اميمة " لعبود السعدي " لنبحث عن معنى في "إلى اخره"..."حكيك ناقص شغلة صغيرة...هي صغيرة بس كبيرة...متل الخبز البدو خميرة...حكيك على راسي على عيني...صار لازم تسكت يا عيني"



 ثم يزداد عطشنا مع "خلي شموعك " التي ضمّنها "سبيليني" بتحية منه وأميمة لمرسيل . ثم تعمل كما يعمل العشاق في "قلت بكتبلك ".
 و نتعرف على" الطبقة الوسطى " التي هي بين الياما والياما والتي هي مخطوفة تبعا لنظرية السياسي شيحة التي تنص على ان ازدياد ثروات المتنفذين تفضي ببلعهم لها .


تشكر أميمة الجهود التي قامت على هذا المهرجان و التي قالت انه مساحة للتنفس بعيداَ عن الفوضى و بعيدا عن التلوث .
تحّي الثورة و الثوار في رائعة ام كلثوم "أصبح عندي بندقية " تذكرنا بالجرح الحي بفلسطين الأرض والهوية . و تكمل بعبد الحليم و ما تزال تحلف " أحلف بسماها و تربها "...ما زال هناك أمل ما ، جرح لم يندمل و ثورة لابد أن تأتي .



الساعة 11:10 نعود سيرا ...نخترق وسط المدينة مرورا بطوابير كنافة حبيبة والساهرين في مطعم هاشم تطل علينا مقاهيها الجديدة و الورشة التي ما زالت تعمل بالشارع ،حتى نصل سفح جبل عمّان لنركب التاكسي لبيوتنا ...مختزنين هواءا و روحا أخرى...لكننا ظمآنين للمزيد.
يستمر مهرجان موسيقى البلد حتى 3 تموز 2011