جيلي لم يتعرف الى الانترنت قبل الجامعة، و كنا من القلة الذين لديهم كمبيوتر صخر ومن ثم كمبيوتر3.1 Windows .بصراحة لم يكن للكمبيوتر، الأتاري ، play boy أوPlay Station مساحة كبيرة في حياتنا، حتى الستالايت لم يدخل حياتي قبل الصف التاسع ، وبما أننا قد حظينا بجوالأردن المعتدل و الأقل رفاهية: كنا أقل عرضة من أقراننا في الخليج للجلوس أمام الشاشات فكانت طفولتنا لحد ما أقرب للطبيعة والحركة.
كان هذا العرض ما أردته تماما عندما اصطحبت ابنتي الصغيرة لرؤيته. فأنا لي تحفظاتي اتجاه الشبكة والاغراء الذي يتمثل بامكانيات التسلية، الابداع والمعرفة القادرة على توفيرها هذه الشبكة وبرأي هناك مخاطر أبعد من المختلين و المجرمين الذين قد تتعرض لهم، هناك خطر الانطواء و الابتعاد عن العالم والعجز الاجتماعي ولكن أعلم أن رأي وحدي لن تقدره .
هل سيعطيني هذا العرض ويعطيها منظور أخر؟ اعطاء منظور لابنة الست سنوات هو شيء أصعب مما تتصوررا ..وبصراحة نحن الأمهات ما زال لنا بعض التأثير أشبه بغسيل الدماغ لكنه بالحقيقة" مؤقت " فنحن بهذا العمر ما زلنا "مرجعية" ...لكن الى متى ؟؟ .
كان أول ما واجهنا هي شبكة معلقة على مدخل البهو الداخلي للقاعة الرئيسة في مساحة العرض في "مكان" من الخيوط المترابطة تتدلى منها ألعاب على شكل حيوانات، ليغو وأشكال مختلفة .كل مجموعة مترابطة بطريقة ما و كل فرد من الجموعة مترابط بأفراد مجموعته و المجموعات الأخرى مباشرة او عن طريق أعضاء أخرين .
تمثيل للشبكة الاحتماعية على الشبكة الالكترونية والأحكام المسبقة التي نطلقها نحن متأثرين بمعارف الأشخاص ..هل حقا ان "الطيور على اشكالها تقع "؟
* ابنتي أعجبتها الألعاب .
يبدأ التدريج ..لتدرك أنك ستكون امام شرح، أفتراضيات، امكانيات و
أو مخاوف لهذا الواقع الافتراضي للشبكة الالكترونية .
الى يسارك ترى تمثالين شفافين لأسخاص دون رؤوس دون وجوه دون ملامح . على مقعدين متقابلين أمام جهازي كمبيوتر شاشاتها تعرض صور لمكان مساحة العرض و المنظر المطل . لكليهما قلب ينبض.
قلب ينبض لنقرة ..مأخوذين ..
*أعجب الصغيرة هذا العرض. سألتها : شو أحسن . أجابت : نتطلع حوالينا عشان نشوف . وتساءلت: وين راسهم ؟
الى اليمين ترى كاونتر طويل مزروع بنباتات ...لماذا لاتسقي طاولة القهوة صباحا؟ تخفض رأسك أسفله لتدخل غرفة العرض...ترى حقلا من القمح أمام خزانة ارادت لها الفنانة ان تكون مسكنها ...الى يمينك أفكار و مشاريع ..اذا كان العالم العنكبوتي قد فرض علينا حقائق بعالم بديل فلا أبعاد و لا قياسات ...لماذا لا نحقق عالمنا الافتراضي بعالمنا الحقيقي و نحقق أفكارا مجنونة كنا نراها قريبا عندما كنا اصغر..
*صغيرتي قالت عادي ...
في الغرفة الجانبية ببدأ العرض الأدائي لعواطف رومية بلباس أزرق متصلة بحبال زرقاء بنقاط تمثل اختصارات الدول ..ها هي بدائرة من أوراق مهملة هي حوارات قديمة احتفظت بنسخات لها ...وأحاطت نفسها بها . تتحرك ...تحاول الخروج ...فلا تقدر ..بالنهاية تنزع الأربطة و تخرج من الدائرة ...تبقى قيودها متعلقة متصلة بالعالم .
*استغربت ابنتي العرض و تساءلت لماذا ..
هنا بدأت أنا بالإلقاء و الشرح ...أخجل من قول غسل دماغ ..
في حقيقة الأمر تأثير الأهل الذين هم نفسهم متأثرين ... يخبوا أمام هذا الاغراء . فالزمن يتغير ونحن نتغير ..ويبقى هناك حوار ...مما يذكرني بمواضيع انشاء المدرسة "صراع الأجيال ".
أعرض عليكم هذا المقال متجنبة ذكر اسم ابنتي بعد دعوتي عن طريق البريد الالكتروني، و يتم نقله عبر حبر صحافة المواطن واحدى وسائل التفاعل الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية، و سأعمل على نشره باستخدام تويتر والفيسبوك الذي اتصفحهم مع فنجان القهوة صباحا وقبل النوم .
نقلا عن الدعوة:
8-8-2010
استوديو مفتوح: مشاريع برنامج الإقامة الصيفية للفنانين الشباب ٢٠١٠
لقاء المشاركات في برنامج إقامة الفنانين الشباب لصيف ٢٠١٠ واستعراض أعمالهن الفنية قيد الإنشاء. استضاف البرنامج أربع شابات حديثات التخرّج من خلفيّات فنيّة متنوّعة من عمّان ورام الله، عملنّ معا على موضوع الحياة الاجتماعيّة والتكنولوجيا. تركزت الاقامة على التعاون وتبادل الخبرات بين المشاركات، وعلى تأملاتهن للمجموعات والشبكات الاجتماعيّة عبر الشبكة العنكبوتبة
رزان صادق: يستكشف عملها النحتيّ التداعيات العاطفيّة لعلاقات الناس مع كمبيوتراتهم وواقعهم الافتراضيّ وكبف تغير ادراكهم للمحيط من حولهم
نهلة طبّاع ورزان صادق: اشتغلتا معا على خريطة طة تجرّد طبقات العلاقات والتداعيات في الشبكات الاجتماعيّة على الانترنت ومن ثمّ أعادتا خلقها بشكل ملموس .
عواطف رومية (رام الله):عملت على تمثيل تجربة الشبكات الاجتماعيّة العالميّة على الانترنت من خلال عمل تجهيزيّ وأدائي تستكشف من خلاله تلك الأرض الواسعة والمتعددة.
نهى عناب : ترجمت الامكانيّات المتنوّعة التي تخلقها الجماعات على الشبكات الاجتماعية على الانترنت من خلال أشكال نحتيّة يتم تخيّل الزمن والمساحة من خلالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق